الثلاثاء 11 رَمضان 1446هـ 11 مارس 2025
موقع كلمة الإخباري
فيتو أميركي يحبط مشروعاً لوقف الحرب على غزة
متابعة - كلمة الإخباري
2024 / 02 / 21
0

في تصعيد جديد، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) يوم الثلاثاء ضد مشروع قرار جزائري بمجلس الأمن الدولي يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

 واعتبرت الولايات المتحدة أن مشروع القرار سيقوض المفاوضات الجارية لإطلاق سراح جندي إسرائيلي أسير لدى حركة حماس، الأمر الذي قوبل بتنديد عربي ودولي.

 من جانبها، قالت إسرائيل إنها لن ترضخ لأي "ضغط" لوقف الحرب، مؤكدة على حقها في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية من غزة.

وحظي مشروع القرار الجزائري بتأييد 13 دولة وامتناع دولة واحدة عن التصويت هي بريطانيا.

وقالت المندوبة الأميركية بالأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أمام جلسة للمجلس للتصويت على مشروع القرار، إن بلادها تعمل من أجل التوصل لاتفاق يتيح الإفراج عن الرهائن بالتعاون مع مصر وقطر.

وأضافت "نرى أن مشروع القرار المطروح سيقوض المفاوضات ونؤمن أن الوقت غير مناسب لطرحه".

وأضافت "أي عمل يقوم به المجلس الآن ينبغي أن يساعد المفاوضات لا أن يقوضها"، على حد تعبيرها، مؤكدة أن واشنطن تسعى "لحل دائم بشأن الصراع في غزة بما يمكن الفلسطينيين والإسرائيليين من العيش جنبا إلى جنب".

وفيما يتعلق بالعملية العسكرية الإسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة، قالت المندوبة الأميركية إن هذه العملية "لا يمكن أن تبدأ في ظل الظروف الراهنة".

* "لا بارقة أمل"

وقال مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع إنه ما من بارقة أمل على تحسن الوضع في قطاع غزة بعد شهر من الأمر الذي أصدرته محكمة العدل الدولية بشأن الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وأضاف بن جامع أمام جلسة لمجلس الأمن أن "الصمت ليس خيارا ممكنا. حان الوقت للعمل فيما يخص الحرب على غزة"، مؤكدا أن الدول الأعضاء بالمجلس تتحمل "مسؤولية التصويت تأييدا لتدابير تلتزم بالسلم والأمن الدوليين".

وشدد بن جامع على أن مشروع القرار يمثل "موقفا مناصرا للحقيقة والإنسانية.. (و) دعما لحق الفلسطينيين في الحياة"، محذرا من أن التصويت ضد مشروع القرار "ينطوي على تأييد للعنف الوحشي والعقاب الجماعي المفروض على الفلسطينيين".

وفي إسرائيل، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن بلاده لن ترضخ لأي "ضغط داخلي أو خارجي" لإنهاء الحرب على قطاع غزة، بحسب صحيفة (جيروزاليم بوست).

وأضاف نتنياهو أن حكومته تريد إطلاق سراح المزيد من الرهائن "لكن ليس بأي ثمن"، وخاصة ذلك الثمن الذي تطلبه حركة حماس والذي وصفه "بالخيالي".

أما حركة حماس فقد وصفت الفيتو الأميركي ضد مشروع القرار الجزائري في مجلس الأمن بأنه "تعطيل للإرادة الدولية خدمة لأجندة الاحتلال النازي الرامية لقتل وتهجير أبناء شعبنا الفلسطيني".

وقالت الحركة في بيان "الرئيس (الأميركي) جو بايدن وإدارته يتحملون مسؤولية مباشرة عن عرقلتهم لصدور قرار بوقف العدوان على غزة، فالموقف الأميركي يعد ضوءا أخضرا للاحتلال لارتكاب المزيد من المجازر، وقتل شعبنا الأعزل قصفاً وجوعاً، وشراكة مباشرة في حرب الإبادة التي يرتكبها ضد الأطفال والمدنيين العزّل في قطاع غزة".

* أسف عربي

في القاهرة، أعربت وزارة الخارجية المصرية عن أسفها البالغ ورفضها "لعجز" مجلس الأمن الدولي مجددا عن إصدار قرار يقضي بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

وقالت الخارجية المصرية في بيان "تعتبر مصر إعاقة صدور قرار يطالب بوقف إطلاق النار في نزاع مسلح ذهب ضحيته أكثر من 29 ألف مدني، معظمهم من الأطفال والنساء، يعد سابقة مشينة في تاريخ تعامل مجلس الأمن مع النزاعات المسلحة والحروب على مر التاريخ".

وعبّر مندوب مصر لدى الأمم المتحدة أسامة عبد الخالق عن "الإحباط وخيبة الأمل إزاء استمرار عرقلة" أميركا لمساعي وقف إطلاق النار في غزة

وفي الرياض، قالت وزارة الخارجية السعودية إن المملكة تأسف لنقض مشروع القرار الجزائري وأكدت في بيان أن هناك "حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى إصلاح مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين بمصداقية ودون ازدواجية في المعايير".

وحذرت وزارة الخارجية من "تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة ومحيطها، وتصاعد العمليات العسكرية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، ولا تخدم أي جهود تدعو إلى الحوار والحل السلمي للقضية الفلسطينية وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة".

وفي أبوظبي وصف أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات نقض مشروع القرار الجزائري بأنه "مؤسف"، قائلا إنه "يعمق الكارثة الإنسانية".

وأضاف قرقاش عبر منصة إكس "النظام الدولي القائم على أسس قانونية واضحة وصريحة يسقط مجددا أمام اعتبارات سياسية ضيقة في ظل معاناة إنسانية غير مسبوقة يدفع ثمنها المدنيون".

* تنديد دولي

ندد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بالفيتو الأميركي، قائلا إن الولايات المتحدة "لا تكترث" بحياة سكان قطاع غزة.

وأضاف نيبينزيا أمام جلسة مجلس الأمن أن واشنطن "مستعدة للتضحية بأي شيء في المنطقة لتحقيق طموحاتها الجيوسياسية"، محذرا من أن الوضع في قطاع غزة ورفح "خطير للغاية".

كما انتقد مندوب الصين لدى الأمم المتحدة ليو جييي استخدام الولايات المتحدة لحق النقض ضد مشروع القرار الجزائري، وقال "ادعاء أميركا أن هذا القرار سيعيق الجهود الدبلوماسية لا يمكن أخذها على محمل الجد".

وأضاف ليو أن استخدام الفيتو "سيؤجج النزاع" بالشرق الأوسط، مؤكدا أن على مجلس الأمن أن "يتحرك" لوقف إطلاق النار في غزة.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة في وقت سابق أمس ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 29 ألفا و195 منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.

وذكرت الوزارة في بيان أن عدد المصابين زاد إلى 69 ألفا و170 مصابا منذ بداية الحرب.

المصدر: وكالة أنباء العالم العربي


التعليقات