هنالك مجموعة فوارق مهمة جدا بين
المعجزة والسحر ذكرها علماء العقيدة سأذكرها تباعا.
الفارق الأول
إن المعجزة يأتي بها صاحبها من دون سبق تعلم او تمرين، بخلافه السحر والشعوذة وما شاكلها فإنها تأتي بعد مراس طويل جدا.
فالنبيّ موسى (عليه السلام) بعد أن انقضت فترةُ شبابه ذَهَب إلى مصر، وفي أثناء الطريق خوطب أن يا موسى ألقِ عصاك فإذا العَصا تتحول إلى ثعبان عظيم، بحيث استوحَشَ موسى لذلك. (العقيدة الإسلامية الشيخ جعفر سبحاني 6).
الفارق الثاني
عدم إمكان معارضةِ المعجزة، فإنّ المعجزة لكونها تنبُع من قدرة الله المطلقة لا يمكن معارضتها والاِتيان بمثلها قط، على حين يمكن معارضة السِحر والشعوذة، وما شابههما ممّا يفعلُه المرتاضون بمثلها لكونها تنشأ من قدرة البشر المحدودة المتناهية. (العقيدة الإسلامية الشيخ جعفر سبحاني 7).
الفارق الثالث
التحدي.. فإن مدعي النبوة يتحدى بمعجزته جميع البشر ان يأتوا بمثل ما جاء به، لأنه على يقين بعجزهم جميعا.
اما السحرة فلا، لانهم يعلمون ان هنالك من يتحداهم ويأتي بمثل او افضل مما جاؤوا به.
الفارق الرابع
عدم المحدودية، فإنّ معاجزَ الاَنبياء ليْست محدودة بنوعٍ أو نوعين بل هي متنوّعة بحيث لا يمكن الاِشارة إلى جامع مشتَرك بينها.
فمثلاً أينَ إلقاء العصا وانقلابُهُ إلى حَيّةٍ، وإدخال اليد في الجَيب وإِخراجها بيضاءَ تنير؟ وكذا أين هاتَين المعجزتين وأين إنباعُ الماء، واستخراجه من صخرة بضربةٍ من عصا لا غير؟ كما وأين هذه المعاجز الثلاث وأين تجفيف البحر، وفتح ممراتٍ يابسةٍ عظيمةٍ في قاعِهِ بضربةٍ من عصا على الحجر أيضاً ؟
إننّا نقرأ: انّ عيسى (عليه السلام) صنع من الطين كهيئة الطير، ثم نَفَخَ فيها الروح فصارت طيوراً حيَّة بإِذنِ الله.
كما نقرأ انّه (عليه السلام) كان بالمسح بيده على وجوه العميان وأجساد المصابين بالبرص يمنحهم الشفاء، بل ويُحيي الموتى، وينبىَ عَمّا ادَّخره الناسُ في بيوتهم إلى غير ذلك من المعاجز العديدة. (العقيدة الإسلامية جعفر سبحاني 9 ).
الفارق الخامس
الغاية، فان غاية الأنبياء سامية اخروية، وغاية السحرة دنيئة تهدف الى حطم المزيد من حطام الدنيا.